اللادين و اللادينيون
من هم و كيف بدأت حركتهم و من أين إنبثقت أفكارهم و لماذا كثروا هذه الأيام جميعنا سمعنا بهم (( اللادينيون )) في الشبكة العنكبوتية و أنكرنا ذلك لأننا لم نسمع بالادينية و هي كلمة دخيلة علينا سمعناها في الشبكة العنكبوتية و الحمد لله لم و إن شاء الله لن نراها على هذه الأرض الطيبة.
فمن هذا المنطلق وللرد على
( باحثة الرياضيات وجدان او مااطلقت عليها باسمها المستعار jaj الذي اعلنت بانها لا دينيه )
أحببت أن أن أوضح للجميع
ما معنى اللادينية و نشئتها و أفكارها و ذلك إستنادا على بعض الكتب التي قرأتها و بمساعدة بعض الأخوه جزاهم الله كل خير.
تعريف اللادينية
باختصار هي اتجاه فكري يرفض مرجعية الدين في حياة الانسان ويؤمن بحق الانسان في رسم حاضره ومستقبله واختيار مصيره بنفسه دون وصاية دين أو تحكم شريعة ، تماما كاالعلمانية والتي هي دعوة إلى إقامة الحياة على العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة بعيداً عن الدين وتعني في جانبها السياسي بالذات اللا دينية في الحكم ، وهي اصطلاح لا صلة له بكلمه العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة بعيدا عن الدين وتعني في جانبها بالذات اللادينية في الحكم ، وهي اصطلاح لا صلة له بكلمه العلم
فالعلمانية هى اللفظ (المهذب) (المغلوط) لكلمة (اللادينية)
فاللادينية لا تؤمن بأحكام وتصورات معصومة لا تقبل الجدل والنقاش، بل ترى أن النص الديني أيا كان اسمه هو مجرد نص بشري محض لا ينطوي على قداسة خاصة ولا يعبر عن الحقيقة المطلقة التي تسمو على الشك
و العلمانية نظام طاغوتي جاهلي كافر يتنافى ويتعارض تماماً مع الإسلام وذلك أن الإسلام دين شامل كامل، له في كل جانب من جوانب الإنسان الروحية، والسياسية، والإقتصادية، والأخلاقية، والإجتماعية، منهج واضح وكامل، ولا يقبل ولا يُجيز أن يشاركه فيه منهج آخر
ما الفرق بين اللادينية و الإلحاد
اللادينية ضمن هذا الفهم تختلف عن المفهوم التقليدي للإلحاد الذي يتخذ من قضية إنكار وجود الخالق منطلقا وركيزة أساسية،
إذ تقدم اللادينية تصورا أكثر شمولا واتساعا للدين، فلا تختزل الدين بمجرد إلهية وإنما تطرح الإلهية باعتبارها جزءا صغيرا من منظومة فكرية واسعة،
ومن هذا المنطلق فإن كل ملحد هو لاديني ولكن اللاديني ليس ملحدا بالضرورة بل تحمل اللادينية أطيافا متعددة لفهم الإلهية من الإنكار الكامل لها مرورا باللاأدرية أو عدم الاكتراث أصلا بوجود إله وانتهاء بإيمان خاص بوجود إله وفق فهم محدود لعلاقته بالانسان
اللادينيون يعتبرون السؤال الأزلي حول وجود الخالق سؤال غير مهم من الأساس ويرى علماء النفس هذه الظاهرة إما تعبير عن شك داخلي عميق بالمرحلة الإنتقالية التي يمرون بها من الأيمان الى الإلحاد او هي محاولة من اللاوعي للتخلص من الجدل الداخلي العميق بالركون الى تجنب التعمق في إيجاد جواب لهذا السؤال الأزلي الذي حسمه أهل الأيمان و أهل الإلحاد منذ قرون
نشئتها
ظهرت اللادينية في أوربا في القرن السابع عشر وانتقلت إلى الشرق في بداية القرن التاسع عشر وانتقلت بشكل أساسي إلى مصر وتركيا وإيران ولبنان وسوريا ثم تونس ولحقتها العراق في نهاية القرن التاسع عشر . أما بقية الدول العربية فقد انتقلت إليها في القرن العشرين ،وقد اختيرت كلمه علمانية لأنها اقل إثارة من كلمه لادينية .
وللأسف قد بدأت تتشكل في العالم العربي والإسلامي حديثاً حركات إلحادية ولادينية ولكنها لا زالت تخشى الملاحقة من الهيئات الدينية، ومن الأمثلة على ذلك شبكة اللادينيين العرب و التي تشكلت في الربع الثاني من عام 2003 لتكون رابطة فكرية واجتماعية للادينيين العرب.
ما أسباب ظهور العلمانية في الغرب ؟
لقد نشأت العلمانية في الغرب نشأة طبيعية نتيجة الظروف ومعطيات تاريخية دينية واجتماعية وسياسية وعلمية واقتصادية – خلال قرون من التدرج والنمو الطبيعي والتجريب والتكامل حتى وصلت إلى صورتها التي هي عليها اليوم وأهم هذه الظروف والمعطيات التي برزت وأنضجت التجربة العلمانية في الغرب هي
1. طبيعة الديانة النصرانية :
ومبادئها الأساسية التي تقوم على الفصل بين الدين والدنيا أو بين الكنيسة والدولة ونظم الحياة المختلفة فهي ديانة روحية شعائرية لا شأن لها بنظم الحياة وشئون الحكم والمجتمع يعبر عن ذلك الشعار النصراني الشهير( دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر ) ولهذا فإن النصارى أمما وشعوبا حين يندفعون للبحث عن تنظيم أمور حياتهم في العلمانية أو غيرها لا يشعرون بأي حرج من ناحية دينهم ( المحرف ) ومعتقدهم ، بل إن طبيعة دينهم تدفعهم لهذا الأمر ولذلك فإن نشأة العلمانية وانتشارها وسيادتها في المجتمعات الغربية أمر طبيعي
2. الصراع الذي نشأ بين الكنيسة والكشوف العلمية في جوانب الحياة المختلفة
حيث تبنت الكنيسة بعض النظريات العلمية القديمة من بعض العلوم ومع مرور الزمن جعلتها جزءا من الدين ويحكم على من يخالفها بالردة والمروق والهرطقة ومع تطور العلوم الطبيعية تبين أن كثيرا من تلك النظريات كان خاطئا وخلاف الصواب والحقيقة ، وانبرت الكنيسة تدافع عن تلك الأخطاء باعتبارها الدين واشتعلت الحرب وسقط كثير من ضحايا التزمت الخرافي والتعصب الأعمى غير المسوغ من علماء الطبيعة ما بين مقتول ومحروق ومشنوق وحين تبين للناس الحقائق وقامت البراهين القاطعة على صحة أقوال أهل العلم انحازوا للحقيقة ونبذوا الكنيسة ودينها أو على الأصح ردوا الديانة النصرانية المحرفة إلى أصلها
3. ظهور حركات اجتماعية فكرية سياسية
وقد أدى انتصار العلم في النهاية إلى ثورة علمية وكشوف جغرافية فكان أن قامت في الغرب حركة اجتماعية فكرية سياسية شاملة نفضت غبار الماضي وثارت على كل قديم واحتدمت نيران الصراع بين القوى الاجتماعية والسياسية الجديدة والقوى القديمة التي يمثلها الإقطاع وطبقات النبلاء وانحازت الكنيسة أيضا للقوى القديمة ، بينما كانت القوى الجديدة تطالب بالحريات والمساواة وترفع شعار حقوق الإنسان ، ويدعمها العلم وحقائقه وتطور الحياة وسننها فالتفت الشعوب والجماهير حول القوى الجديدة الداعية إلى التقدم الاجتماعي والتطور الفكري والسياسي وكان يدعم هذا التوجه ما عاشته الشعوب من ظلم واستغلال بشع في ظل الإقطاع والكنيسة وكانت العلمانية اللادينية هي اللافتة والراية التي اجتمعت القوى الجديدة تحتها وبانتصار هذه القوى انتصرت العلمانية