جاء هذا الوصف الرباني لقومٍ نسوا الآخرة وكانوا في غفلة عنها وأعرضوا عن منهج الله واتباع هواه.
يقول تعالى: (( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ))[الأنبياء:1]
(( مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ))[الأنبياء:2]
(( لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ))[الأنبياء:3].
ولقد تأملت السر في وصف القلوب بأنها لاهية فعرفت أن المدار على القلب، وأن الإيمان ينبع من القلب، وأن الكفر والإعراض يصدر من القلب ثم الجوارح تأتي تباعاً.
..
..
يقول الله تبارك وتعالى: ((وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ )) التغابن: من الآية11.
وهداية القلب أساس كل هداية ومبدأ كل توفيق وأصل كل عمر ورأس كل فعل.
- صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ) رواه البخاري ومسلم.
- فصلاح قلبك ، سعادتك في الدنيا والآخرة ، وفساده هلاك محقق لا يعلم مداه إلا الله عز وجل. يقول الله عز وجل:
((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ )) قّ:37.
- ولكل مخلوق قلب. ولكنهما قلبان ، قلب حي نابض بالنور مشرق بالإيمان ممتلئ باليقين عامر بالتقوى ، وقلب ميت مندثر سقيم فيه كل خراب ودمار.
..
..
- يقول سبحانه وتعالى عن قلوب المعرضين اللاهين: (( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً )) البقرة: من الآية10.
وقال تعالى: ((وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ)) البقرة:88.
وقال سبحانه: (( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )) محمد:24.
وقال عنهم: (( وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ)) فصلت: من الآية5.
اللهم اصلح قلوبنا و أنرها بنور الإيمان و اجعلها عامرة بذكرك لننعم بالراحة في الدينا و بالجنة في الآخرة .