الشهر قصيرٌ لا يحتمل التقصير]
بسم الله
والحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
إخواني أخواتي:
كيف بنا يوم القيامة إذا ما سؤلنا عن أعمارنا
في ماذا أفنيناها
هل أفنيناها في الطاعات أم أفنيناها في المعاصي؟
ولماذا لم ننتفع بالنفحات الربانية
والفرص الذهبية
هل جعل الله رمضان شهراً للطعام والشراب
أم جعله شهراً للصبر والإحتساب
كل هذه أسئلةٌ تدور على أذهاننا
ونتاجها واحد
الشهر قصيرٌ لا يحتمل التقصير
وتدبر قول الله تعالى:
{أَيَّاماً مَعْدُودَات}
فأين من إغتنامها المضيعون
وأين من التلذذ بها المفرطون؟!
وا عجباً لمن عرف حق ربه فقصر!
وعرف جليل قدر من عصاه فما قدر
كم من الغفلة في قلب هذا المسكين
أتظن أن الله خلقك عبثاً
أم أنك ستموت ولن ترجع
فلا والله لترجعن إليه فيحاسبك على القليل والكثير والنقير والقطمير
فارجع إليه في هذا الشهر الفضيل
فإن الله تعالى يعطي الجزيل
ولا تغفل عن ذكره ما دمت حياً
فنظرةٌ بعين رضاه تجعل العاصي ولياً
وخذ من بشر الحافي والفضيل ابن عياضٍ وإبراهيم ابن أدهم عبرةً وعظة
كانوا عصاةً مفرطين
فأصبحوا طاائعين متعبدين
فلا تقنط من رحمة الله
ولا تسوف في عبادته
فستمر الأيام المعدودات سريعاً
فانظر ماذا أنت فاعل
يا غافلاً عن العمل
وغره طول الأمل
الموت يأتي بغتةً
والقبر صندوق العمل...