قال تعالى " ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة "
قال تعالى:ومن يغلل يأت بما غلّ يومَ القيامة ..."(اّل عمران161)
(يوم َ القيامة ) ظرف زمان متعلق بيأت وليس بغلّ ،لأن تعليقه بغل ّ يؤدي إلى فساد المعنى حيث لا غلول يوم القيامة .ولكن ،بما أن الظرف متعلق بيأت فلِم لَم يأت بعده مباشرة كما هو المعتاد؟
هناك سببان لهذا ،أولهما:أن الاّية الكريمة تتحدث عن الغلول ،حيث قال تعالى" وما كان لنبي أن يغلّ " ، وقال بعد ذلك" ومن يغلل يأت " فجاءت الاّية مقدمة قوله تعالى "بما غل " لأن تقديمها يحدث التناسب والانسجام المعنوي بين أجزاء الاّية .
ثانيهما:أن "بما غل " شبه جملة بمنزلة المفعول به من ناحية المعنى ،والمفعول به أهم من الظرف في أصل تركيب الجملة العربية.ومثل ذلك قوله تعالى"ولا يحسبن الذين يبخلون بما اّتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوّقون ما بخلوا به يوم القيامة ....." "(اّل عمران180) ويوم القيامة متعلق بيطوقون وليس ببخلوا حيث لا بخل ولا جود يوم القيامة .
وبهذا يترتب الكلام حسب الأهمية المعنوية.
والله أعلم