لقد جمعت هذه المعلومات من مراجع مختلفة لتكون تحت موضوع واحد وهو خصوصيةالقرآنالكريم في استخدام الألفاظ عن ما يستخدمه البشر لتكون لكل كلمة في القرآن لها مدلولها الخاص فنحن مثلا أذا شاهدنا الريح نقول أنها رياح أو ريح لا فرق بين الكلمتين لدينا ولكن القرآن يفرق بينها أليكم بعضا من هذه الالفاظ ودلالتها في كتابنا المقدس والمعجزة :
أولا : الفرق بين الريح والرياح في القرآن الكريم الرياح : يأتي هذا اللفظ ليدل على الرحمة والخير مثال في قوله تعالى : "وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ" وقوله : "وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ المَاءَ" الريح : يأتي هذا اللفظ ليدل على الشر مثال قوله تعالى : " وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ" وقوله تعالى :" فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا"
ثانيا: الفرق بين العيون وأعين في القرآن الكريم العيون : تدل على عين الماء فقط مثال قوله تعالى :" إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ" وقوله تعالى :" فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ" أعين : تدل على العين المبصرة مثال قوله تعالى : " وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ" وقوله تعالى :" الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا"
ثالثا : الفرق بين ضِعَاف و ضُعَفَاءُ في القرآن الكريم ضِعَاف : جمع "ضَعِيف" على وزن "فِعَال"، فريدة من فرائد التعبير القرآني قصد بها: القُصَّر الذين لم يبلغوا سن الرشد؛ وبالتالي تستخدم في الأمور المعنوية فقط. كما في قوله تعالى :" وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً" ضُعَفَاء : جمع "ضَعِيف" على وزن "فُعَلاء": وقصد به الأمور المعنوية كضعف الرَّأْي أو النفس أو الحال. وكذا قصد به الأمور الحسية أي: الضُعف البدني كالهرم وغيره. أي أنها تستخدم في الأمور المادية(البدني ) والمعنوية . مثال للمعنوي والمادي \ البدني قوله تعالى :" أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ" مثال لضعف البدني قوله تعالى : " لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" كلمة "الضُّعَفَاء" هنا جاءت بمعنى: من ضَعفت قواه عن الخروج إلى الجهاد لكبر السن أو الوهن في البدن أو الزمانة أو العمى.
رابعا : الفرق بين الزوجة والمرأة في القرآن الكريم الزوج \الزوجة : يُطلق على المرأة إذا كانت الزوجية تامّة بينها وبين زوجها ، وكان التوافق والإقتران والإنسجام تامّاً بينهما ، بدون اختلاف ديني أو نفسي أو جنسي .قال تعالى :"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" وقوله :" وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا" وقوله تعالى في زوج أدم وأزواج النبي :"وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ" " النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ" المرأة : فإذا لم يتحقّق الإنسجام والتشابه والتوافق بين الزوجين لمانع من الموانع فإن القرآن يسمّي الأنثى "امرأة" وليس "زوجاً " . كما في قوله تعالى : "ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا " إنهما كافرتان ، مع أن كل واحدة منهما امرأة نبي ، ولكن كفرها لم يحقّق الإنسجام والتوافق بينها وبين بعلها النبي . ولهذا ليست "زوجاً " له ، وإنما هي "امرأة " تحته .وقوله تعالى :"وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ " . لأن بينها وبين فرعون مانع من الزوجية ، فهي مؤمنة وهو كافر ، ولذلك لم يتحقّق الإنسجام بينهما . أنظر الى هذا المثال : عندما كانت امرأته عاقراً أطلق عليها القرآن كلمة "امرأة" ، قال تعالى على لسان زكريا : "وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا" وقوله : " قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء" وحكمة إطلاق كلمة "امرأة " على زوج زكريا عليه السلام أن الزوجية بينهما لم تتحقّق في أتمّ صورها وحالاتها ، رغم أنه نبي ، ورغم أن امرأته كانت مؤمنة ولكن عدم التوافق والإنسجام التامّ بينهما ، كان في عدم إنجاب امرأته ، والهدف من الزواج هو النسل والذرية ، فإذا وُجد مانع بيولوجي عند أحد الزوجين يمنعه من الإنجاب ، فإن الزوجية لم تتحقّق بصورة تامّة . ولكن بعدما زال المانع من الحمل ، وولدت لزكريا ابنه يحيى ، فإن القرآن لم يطلق عليها "امرأة" ، وإنما أطلق عليها كلمة "زوج " ، لأن الزوجية تحقّقت بينهما على أتمّ صورة . قال تعالى :"وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ" .
خامسا : الفرق بين المطر والغيث (الماء) في القرأن الكريم المطر : تستخدم بمعنى الأذى والشر أو العذاب كما في قوله تعالى : "وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا" وقوله " وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ" وقوله " فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ" وقوله " وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ" والكثير من الآيات في هذا الصدد الغيث أو الماء : تستخدم للرحمة كما في قوله تعالى : " وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ" وقوله : " نَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ" وقواه تعالى في الماء :" أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ" وقوله " وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ" وقوله :" هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ" .
***********************************
هذه كانت بعض الالفاظ وهناك الكثير الذي لم يسعني عرضها أو كتابتها في هذا الموضوع وأعتذر عن الأطالة
كلمات اجبرتني علي مشاركتكـ لاحساسي بصدقها وايمانا مني بقلم يختار اجود المفردات ماذا أقول لكـ يا سيد الحرف ومنبع المعاني وبحور الكلام .. كيف وأنا دائما أقف أمامكـ .. صامت.. من جمال ما أراه ومن حسن أبداعكـ وصياغتكـ المتقنة ... فأنا لست ألا نقطة من بحور أبداعاتـكـ وبوووح قلمكـ نثر ما قد يجول في الأنفس دون استشعااار هزززز الوجدان وتزلزلت البقايا الراكده منذ العصور ؟؟؟؟ لكـ مني كل التقدير على جمالية طرحكـ
خصوصية القرآن الكريم في أستخدام الألفاظ عن أستخدامات البشر