انور صالح ابو البصل
الادارة العليا
عدد المساهمات : 7858 تاريخ التسجيل : 26/10/2011 الموقع : https://anwarbasal.yoo7.com العمل/الترفيه : ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
| موضوع: الصدام بين الدولة العثمانية والدول الاوروبية الأحد 28 أبريل 2013, 9:34 pm | |
| الصدام بين الدولة العثمانية والدول الاوروبية
هو مصطلح يصف العلاقة بين الدولة العثمانية والدول الاوروبية المركزية من وجهة نظر اوروبية في مرحلتين من مراحل الدولة العثمانية , مرحلة القوة ومرحلة الضعف . حيث كانت تعني في فترة القوة : كيف تحمي الدول الاوروبية نفسها من الخطر العثماني الذي وصلت جيوشها الى حدود فينا . اما في مرحلت ضعف الدولة العثمانية اصبحت تعني : كيف تقسم الدول الاوروبية الطامعة بالدولة الضعيفة بينها املاك الدولة العثمانية في وقت اصبحت الدولة العثمانية عاجزة عن الدفاع عن اراضيها .
موقف الدول الاوربية من الدولة العثمانية في المسألة الشرقية
موقف روسيا : اعتبرت روسيا نفسها الوريث الوحيد لاملاك الامبراطوريه البيزنطيه , كما اعتبرت نفسها الحاميه الاساسيه لمصالح المسيحيين الارثودوكس رعايا الدوله العثمانيه . على ضوء ذلك طالبت روسيا تقسيم املاك الدوله العثمانيه من اجل تحقيق اطماعها في التوسع في البلقان والوصول الى المياه الدافئة في البحر الاسود, ومن ثم التوسع نحو البحر الابيض المتوسط عبر مضائق البوسفور والدردنيل , الا انها تخلت عن الموقف خلال حملة ابراهيم باشا على الشام عندما حاربته من اجل الحفاظ على دولة عثمانيه ضعيفه الى جانبها من اجل تحقيق اهدافها في الحصول على حماية المسيحيين في البلقان والاراضي المقدسة تحقيقا لبنود معاهدة خنكار اسكله سي الموقعه سنة 1833 م من اجل منع محمد علي باشا والي مصر اقامة امبراطورية بديله للدولة العثمانيه اخذه بعين الاعتبار قوة محمد علي العسكريه .الا انها تخلت عن هذا الموقف وعادت تطالب تقسيم املاك الدوله العثمانيه عشية حرب القرم سنة 1853 – 1856 م وعادة تطالب املاك الدوله العثمانيه ابان الحرب الروسيه التركيه الثانيه سنة 1877م . وكانت روسيا برغم انجازتها الاوليه الدوله الاكثر خسارة وذلك بسبب الموقف البريطاني الفرنسي المعارض للمطالب الروسيه . 2. موقف النمسا : كانت النمسا اولى الدول الاوروبيه التي عملت على دحر العثمانيين من الاراضي الاوروبيه وذالك في اواخر القرن السابع عشر واوائل القرن الثامن عشر . الا انها لم توفق في ذالك رغم صلح كارلوفيتش سنة 1699 م , الذي ضمن لها نفوذا وسيطرة واسعه في المجر وتراتنسلفانيا . لذالك عملت السياسه النمساويه على توسيع نفوذها في البلقان وعلى مجابهة الاطماع الروسيه في تلك المنطقة . على ضوء هذه الاطماع ايدت النمسا الموقف الداعي الى تقسيم املاك الدولة العثمانيه بين الدول الاوروبيه من اجل منع روسيا من السيطره على البلقان وتهديد مصالح النمسا في تلك المنطقة , الا انها امتنعت من التدخل بصورة مباشرة في الازمات التي ميزت هذه المسأله وذلك بسبب ضعفها وعدم قدرتها على فرضنفوذها .
3. موقف بريطانيا : لقد عبر رئيس الوزراء البريطاني بالمرستون سنة 1833 م في خطاب له امام مجلس العموم البريطاني عن موقف بريطانيا من الدولة العثمانيه في المسالة الشرقيه بصورة واضحه حيث قال : " ان سلامة الامبراطورية العثمانيه واستقلالها هما شرطان اساسيان لحرية اوروبا ..." وقد نبع هذا الموقف نتيجة السياسة البريطانية في تلك الفترة و خاصه بعد خسارتها لمستعمراتها في القاره الامريكية بعد الثورة الامريكية سنة 1776 م . وقد اعتمدت بريطانيا في تلك الفترة في سياستها على الاسس التالية : أ. الحفاظ على توازن القوى في القارة الوروبية . ب. الحفاظ على المستعمرات البريطانيه في شرق اسيا والطرق المؤدية لها , وخاصة الهند . ج. الحفاظ على الوضع القائم بالنسبه لسلامة املاك الدولة العثمانية. على ضوء ذالك عمل الساسه البريطانيون على معارضة اي محاولة روسيه لتقسيم املاك الدولة العثمانية ,وكما عملوا على منع روسيا من تحقيق اطماعها في الدولة العثمانية من خلال تدخلها بدعم الثورة اليونانية وايضا بتدخلها ودعمها للدولة العثمانية ضد محمد على باشا في محاولته السيطرة على الشام في حملة ابنه وايضا بتدخلها ودعمها للدولة العثمانية ضد محمد علي باشا في محاولته السيطرة على الشام في حملة ابنه ابراهيم باشا , وذالك من اجل الغاء اتفاقية خنكار اسكله سي , ومن ثم عنما تدخلت في الحرب الروسية التركية في حرب القرم لصالح الدولة العثمانية , , وعندما تدخلت في الحرب الروسية العثمانية الثانية سنة 1877 م , ودعوتها لعقد مؤتمر برلين سنة 1878 م لالغاء الاتفاقيات التي تمت بين الدولة العثمانية وروسيا في اتفاقية سان ستيفانوا والتي نصت على منح روسيا الحق بالمرور الحر في مضائق البوسفور والدردنيل وسيطرتها على الشاطئ الشرقي للبحر الاسود . وقد كان الخاسر الوحيد من هذه السياسة روسيا , وذالك من خلال عمل بريطانيا على تحقيق اهدافها السياسية والتوسعيه في الشرق الاوسط , وعدم السماح لروسيا بمنافستها على هذه المناطق .
4.موقف فرنسا :كانت فرنسا اولى الدول الاوروبية التي أقامت علاقات تعاون وصداقة مع الدولة العثمانية وذالك منذ القرن السادس عشر عندما منح سلطان سليمان القانوني امتيازات اقتصادية وتجارية لفرنسا ورعاياها في الدولة العثمانية وفي حوض البحر الابيض المتوسط التي كانت اغلب شواطئه تخضع للحكم العثماني . استمرت العلاقات الودية بين فرنسا والدولة العثمانية حتى الثورة الفرنسية وظهور نابليون ومحاولته من خلال الحملة على مصر للسيطرة على املاك الدولة العثمانية . رغم ذلك من الجدير ذكره ان فرنسا عارضت طوال الوقت المحاولات الروسية النمساوية للسيطرة على املاك الدولة العثمانية , ونادت دائما من اجل المحافظة على سلامة الدولة العثمانية واستقلالها . من الجدير ذكره ان الموقف الفرنسي خلال القرن التاسع عشر من الدولة العثمانية كان مليء بالتناقضات فتارة نراها تحاول تقسيم املاك الدولة العثمانية من خلال حملتها على مصر وتارة نراها تؤيد المحاولات الانفصال عن الدولة العثمانية , كما كان موقفها من الثورة اليونانية وفي تاييدها لمحمد علي باشا , الا انها عارضت دائما تزايد النفوذ الروسي في الدولة العثمانية , ودعمت بصورة غير مفهومة الموقف البريطاني عندما خاضت حربا ضد روسيا في الثورة اليونانية . لذالك يمكننا القول ان فرنسا حاولت السيطرة على املاك الدولة العثمانية , وعندما فشلت في ذالك تبنت الموقف البريطاني الذي نادى بالحفاظ على املاك الدولة العثمانية واستقلالها .
| |
|
نحب الصالحين
الادارة العليا
عدد المساهمات : 1712 تاريخ التسجيل : 16/03/2013 العمر : 44 الموقع : تونس
| |