السؤال:
هناك حديث منتشر في البلدة التي أسكن فيها ، منسوب إلى النبي صلى الله عليه
وسلم : ( كل عمل ما بين القبول والرد إلا الصلاة علي ) ويكتبونه في أماكن
عامة دون ذكر مصدر الحديث ، ما مدى صحة هذا الحديث ؟
الجواب :
الحمد لله
لم نجد – بعد البحث والتفتيش – أثرا للحديث المذكور في السؤال : ( كل عمل ما بين
القبول والرد إلا الصلاة علي ) ؛ إذ لم يذكره أحد من المحدثين أو المفسرين أو
الفقهاء ، فيما وقفنا عليه ، ولم نقف على ما يشهد لمعناه في السنة النبوية الصحيحة
.
بل غالب الظن أنه حديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ، وربما كان وضعه متأخرا
؛ ويشتمل على معاني منكرة باطلة ؛ فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل
الأعمال وأحب القربات عند الله ، ولكنها ترجع لاحتمال القبول أو الرد كسائر الأعمال
الصالحة ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ
أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ) رواه مسلم (1718) ، وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ
رضي الله عنه ، قَالَ : ( جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَ : أَرَأَيْتَ رَجُلًا غَزَا يَلْتَمِسُ الْأَجْرَ وَالذِّكْرَ ،
مَالَهُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا شَيْءَ
لَهُ . فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا شَيْءَ لَهُ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ
مِنَ الْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا، وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ ) رواه
النسائي (رقم/3140) وصححه الألباني في "صحيح النسائي".
بل إن كثيرا من الذين يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم ترد عليهم صلاتهم ؛
لانطوائها على الرياء والسمعة ، أو اشتمالها على الألفاظ المبتدعة ، أو لوجود إحدى
موانع القبول في المصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، فالله عز وجل يقول : (
إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) المائدة/27.