وتتحدث عن تلك الفئة المُعاهدة من المُشركين ، والتي نقضت العهد وخانت وآذت المُسلمين وتآمرت عليه وهجرتهم من ديارهم....إلخ ، ومنهم من دخل الإسلام ونافق وتراجع ورجع إلى صفوف هذه الفئة ، فهؤلاء لا بُد من دحرهم وقتالهم وإهانتهم وخزيهم ، وشفاء صدور المؤمنين منهم ومن فعائلهم .
****************************************************************
مثال رقم ( 24 )
..........
قوله (تعالى): "قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم": منسوخة بقوله (تعالى): "ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر" الآية.
................
{قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ }{ قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }الأنعام 14-15
.................
{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً }{لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً }الفتح2-1
............
ما فهمه النساخ وما أرادوا تفهيمه للناس بنسخهم ، وللأمة من بعدهم ، بأن الحُكم الوارد في الآية الأولى مُبطل ومنسوخ ، وأن لا يخاف رسول الله إن عصى ربه " وحاشى " وربما عليه أن يعصيه ، لأن الله غفر لهُ ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
.......
هل نفهم من هذا أن على الرسول صلى اللهُ عليه وسلم أن يعصي ربه ولا يكون عنده الخوف والوجل من الله ، لأن الله غفر لهُ ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، بسبب هذا الفتح المُبين الذي فتحه عليه..... عجيب يا نساخ يا مُبطلون كلام الله وملغي أحكامه على هواكم .
...........
ولكن رسول الله دحض هذا كُله ورده بوجوه من قالوا بت ، عندما زاد الطاعة لله حتى تفطرت قدماه ، وبقوله : -
" افلا أكونُ عبداً شكورا "
*****************************************
مثال رقم ( 25 )
..........
{قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً }الإسراء110
.................
قالوا نسختها هذه الآية
......
{فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ }الحجر94
...............
أُمورٌ عجيبةٌ ، آيةٌ تتحدث عن صلاة رسول الله ، وتوجيه من الله لنبيه بشأنها وخاصةً الصلاة الجهرية " وما يخص البسملة " لفاتحة الكتاب ، ومُحدد الأمر بذلك الوقت وبذلك الموقف ، والآية الأخرى توجيه من الله وأمر لنبيه الأكرم ببدء الجهر بدعوته ورسالته ككل .
.........
الآية الأُولى تتحدث عن أمر ولها مُناسبه للتنزيل ، فهي تحمل أمر موجه لرسولنا الأكرم ، بأنه ونتيجة ما حدث من المُشركين والكُفار بأنهم ظنوا أنه يدعوا إلهين عندما قال ودعى الله وقال بسم الله الرحمن..... وهو يُصلي ، فظنوه يدعو الله ويدعوا إله آخر هو الرحمن .
.......................
فالله يطلب من نبيه الأكرم مؤقتاً وفي الصلاة الجهرية أن لا يجهر بها ويرفع صوته لدرجة أن يسمعه هؤلاء الجهلة ، وأن لا يخفته فلا يسمعه من يأتمون به ، والأمر خص البسملة بالذات ، وأن يبتغي بين ذلك سبيلا أي أمراً وسطاً ومُعتدلاً .
....................
والآية الثانيه تتحدث عن موضوع آخر ومُختلف وهو الدين كُله والدعوة كاملةً وما أبتعثه الله به وهو هذا الإسلام ، وأن ينتهي من دعوته السرية وحان الوقت وللمرحلة لأن يصدع ويجهر بالدعوة لهذا الدين العظيم ، وأن لا يهاب أو يخاف من أحد لأن الله ناصره ومؤيده .
*******************************************************
مثال رقم ( 26 )
.........
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة62
...........
قالوا نسختها هذه الآية
......
{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }آل عمران85
..................
يعني والعياذُ بالله كلام الله غير صحيح في الآية الأُولى بأن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن منهم بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً ، لا أجر لهم عند الله وعليهم الخوف ولهم الحزن ، ما علاقة كُل آية بالآية الأُخرى .
............
الله سُبحانه وتعالى يُقرر جزاء فئات من عباده ، سواء من كانوا قبل نبينا الأكرم ومبعثه أو من حددهم الله وقرر قرارهم ، وهو صاحب الشأن وصاحب القرار ، ويأتي النساخ ليُخلطوا الأمور ببعضها البعض ، ويتجرأوا على حُكم الله وقراره ليُبطلوه ويُلغوه .
...........
بقرارهم نحو هذه الفئات من البشر ، أن هؤلاء لا أجر لهم عند رهم ، وعليهم الخوف والحُزن .
******************************************************
مثال رقم ( 27 )
.........
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }النور27
.........
قالوا نسختها هذه الآية
.........
{لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ }النور29
............
لسان حال من قال بالنسخ هُنا ، وبما أنه نسخ الحكم الوارد في الآية الأولى وأبطله ، بأنه جائز ولا حرج وليس علينا جُناح ، بأن ندخل بيوتاً غير بيوتنا ، ولا ضرورة للإستئناس ولا ضرورة للإستئذان والسلام على أهلها ، يعني شوربة وفوضى وتعدي وانحلال وإيجاد مُجتمع لا أخلاق عنده .
............
خلط والتباس واضح ، الآية الأولى تتحدث عن لا يدخل المُسلم بيتاً مسكوناُ أو مأهولاً بسكانه ، أي غير بيته إلا بعد أن يستأنس ويستأذن من أهل هذا البيت ، وأن يسمحوا لهُ بالدخول ويُسلم على أهلها وفي هذا خير .
..............
والآية الثانية تتحدث عن الدخول للبيوت الغير مأهولة أو الغير مسكونة كمستودع أو غيره...
***********************************************
نكتفي بهذا القدر من الأمثلة ، وسيلي هذا الملف " ملف أمثلةٌ من عجائب ما يستدل به من يؤمنون بالنسخ وبالناسخ والمنسوخ ، وهو ما أوجده من أوجد النسخ والناسخ والمنسوخ "
..................
تم بحمدٍ وفضلٍ من الله الحنان المنان
............
سائلين الله العلي القدير أن يهدي جميع البشر على هذه الأرض ، لهذا الدين العظيم ، وأن يُصلح حال المُسلمين ، وأن يهديهم لما يُحبه ويرضاهُ لهم.....آمين يارب العالمين.......
..................
ملفاتنا وما نُقدمه هو مُلك لكُل المُسلمين ولغيرهم ، ومن أقتنع بما فيها ، فنتمنى أن ينشرها ، ولهُ من الله الأجر والثواب ، ومن ثم منا كُل الشُكر والاحترام وخالص الدُعاء .
............
omarmanaseer@yahoo.com
al.manaseer@yahoo.com
......................
عمر المناصير............................ 14 جُمادى الأول 1432 هجرية